كتاب ربيع بلا زهور للكاتب والصحفي محمود حرشاني في طبعة جديدة
بعد نفاد الطبعة الاولى التي صدرت خلال السنة الماضية . صدرت مع بداية السنة الجديدة 2024 طبعة جديدة لكتاب / ربيع بلا زهور // للكاتب والصحفي محمود حرشاني وقد حافظ المؤلف على غلاف الطبعة الاولى بالوانها الزاهية التي يغلب عليها اللونان الازرق والاحمر يوشيها اللون الأبيض على غلاف الكتاب ويضم الكتاب مجموعة من المقالات والبحوث التي نشرها الكاتب من قبل في عديد الصحف والمجلات والمواقع الاخبارية التونسية والعربية وهي بمثابة التقييم الموضوعي لعشرية-2011-2021 من تاريخ تونس تحت حكم ما يعرف بالإسلام السياسي الذي مارسته حركة النهضة بعد نهاية نظام الرئيس بن علي في 14 جانفي 2011..
وفي هذا الكتاب الذي يصنف علميا في ما يصطلح عليه بفن القصة الاخبارية لانه يجمع بين الشهادة التاريخية واستعراض القصة الخبرية يوثق لنا الكاتب مجموعة من الأحداث المهمة التي عرفتها البلاد خلال تلك العشرية مثل محاولات الحوار
الوطني وجولاته الاولى والثانية ومحاولات حركة النهضة بسط هيمنتها على دواليب الدولة ومؤسساتها ومحاولات الخروج من الوضع المتردي عبر عديد المحاولات ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل وفشل الحكومات في ان تخرج البلاد من ازماتها ومحاولات حركة النهضة وضع الرؤساء في الزاوية لتنفرد هي بالحكم سواء كان ذلك بأمر مفضوح مارسته مع الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي او بشكل مقنع مع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي والذي حاولت ان تسحب من تحته البساط عن طريق استمالة اقرب المقربين اليه وهو يوسف الشاهد وكانت تبرمج لمواصلة الطريقة نفسها مع الرئيس قيس سعيد معتبرة أنه في اليد مثل سابقيه ولكن سعيد كان اذكى منها وقلب عليها الطاولة في الدقيقة الحاسمة يوم 25 جويلية 2021 لينهى بذلك فترة حكم النهضة والإسلام السياسي وكذبة الربيع العربي الذي كان ربيعا اجرد بلا زهور.ويتضمن الكتاب مقالات في جزئه الثاني حول مساعي الرئيس قيس سعيد بعد ان استتب له الامر اعادة الاوضاع الى نصابها والمجهود الكبير الذي قام به رئيس الجمهورية لجلب لقاحات وباء الكورونا بعد ان خسرت تونس قرابة 25 الف من أبنائها نتيجة إهمال وتقصير حكومة المشيشي في جلب اللقاحات كما نجد مقالات حول دور الاحزاب السياسية ومحاولة تمترسها وراء مواقفها وهو ما حجم من دةرها في المجتمع.
والكتاب لا يخلو كذلك من مقالات وبحوث في مجال الإعلام والصحافة كالحديث عن خلو البلاد اليوم من الصحافة الجهوية بعد ان كانت مزدهرة في السابق ويرجع المؤلف اسباب ذلك الى غياب الدعم الحكومي للصحافة الجهوية وانعدام التشجيعات رغم أن الصحافة الجهوية هي المرتكز الأساسي لبناء الديمقراطية المحلية.كما نجد مقالا خصصه الكاتب للحديث عن زميله الراحل علي البقلوطي مؤسس مجلة شمس الجنوب بصفاقس والذي يلقب بعميد الصحافة الجهوية الى جانب مقالات اخرى في الثقافة والفكر والفنون.مثل بحث مطول حول تعدد اللهجات في في الأرياف التونسية وتوظيفها في الأعمال الدرامية التونسية ومقال حول الزاج العرفي وهو المشكل الذي طرحه مسلسل براءة الذي بثته إحدى القنوات التلفزية التونسية
في هذا الكتاب ينتصر محمود الحرشاني مرة اخرى لفن المقالة والقصة الخبرية التونسية وهو بذلك يراكم تجربته في مجال إصدار الكتب التي تعتمد على المقال الصحفي وتجميعها
ابو لبنى اليوسفي
** نشر هذا المقال بملحق السبت الذي تصدره جريدة الشروق
